Donnerstag, 14. April 2016

هل أخطأ قداسة البابا تواضروس بزيارته للملك سلمان؟

البابا تواضروس بزيارته للملك سلمان؟

papstsalma
صرحت النائبة آمال رزق الله أن لقاء الملك سلمان مع البابا تأكيدا على أن المملكة السعودية راعية الأديان وتنادى بضرورة الوحدة العربية، مشيرة إلى أن هناك رسالة قوية يرغب العاهل السعودى في توصيلها، والتى تتمثل فى الوحدة الوطنية والتكاتف لمحاربة الجماعات الإرهابية التى تسعى لهدم الأديان وتفتيت العلاقات السعودية المصرية.
إنها المرة الأولى التى يتم فيها لقاء بين ملك السعودية وبطريرك مصري في مقر الملك بالقاهرة، وقال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية إن الحديث دار خلال اللقاء حول سماحة الأديان وأن الدين بالأساس هو علاقة بين الإنسان والله، وأشار البابا إلى أن المصريين جميعا يعيشون في محبة وانسجام عبر القرون الطويلة ، مؤكدا على أن للكنيسة القبطية علاقات طيبة مع الجميع، معربًا عن ترحيبه بزيارة الملك لمصر.


استمر اللقاء لمدة 35 دقيقة، تبادل خلالها الجانبان، أحاديث الذكريات بالقاهرة، وعلاقات المودة، دون التطرق لأية أبعاد سياسية. وعبر قداسة البابا تواضروس الثاني للملك سلمان، عمق علاقة الكنيسة بالأزهر ، وروابط المودة مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إلى جانب حرص السفير السعودي أحمد القطان، على تهنئة الكنيسة بالأعياد الرسمية، بالمقر البابوي.
ولم يتطرق حديث البابا مع الملك سلمان، بشأن الأقباط المقيمين بـ”السعودية”، نافيًا طرح قضية بعض المحتجزين بتهمة التبشير، ونفى، دعوة الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين لـ”البطريرك” بزيارة المملكة العربية السعودية، إبان لقائهما، معرّجًا على أن اللقاء لم يشهد أيضًا، تبادل الهدايا التذكارية بين الجانبين.

وقال فادى يوسف, مؤسس ائتلاف أقباط مصر, إن زيارة البابا تواضروس الثانى بطريرك الكنيسة القبطية للعاهل السعودى الملك سلمان أمس تؤكد احترام دولة السعودية للمؤسسات الدينية فى مصر, لافتًا أنها كانت لم تحدث فى الأنظمة السابقة. وأوضح” يوسف” فى تصريحات خاصة, أن تلك الزيارة التى تعد الأولى من نوعها بين خادم الحرمين والبابا تواضروس, يمكن البناء عليها في المستقبل علاقة طيبة بين السعودية والأقباط, مؤكدًا أن تواضروس يؤدى دوره الوطنى بكل محبه.

من جانبه أشار العاهل السعودي إلى ذكرياته الشخصية عن مصر خلال زياراته السابقة لها ومن بينها تأثره بمجلة الهلال المصرية، كما شارك البابا عقب اللقاء في مأدبة العشاء التي أقيمت بمقر السفارة السعودية بحضور العاهل السعودي وكبار المسؤولين المصريين والوفد السعودي المرافق للملك سلمان. اهتمام عالمي بالزيارة الزيارة حظيت باهتمام إعلامي مصري ودولي كبير، وكتبت عنها “روسيا اليوم” تحت عنوان “لقاء تاريخي بين الملك سلمان مع البابا تواضروس وشيخ الأزهر”، بينما قالت “CNN” في نسختها العربية عن اللقاء: “الملك سلمان يستقبل البابا تواضروس في أول لقاء من نوعه في التاريخ”.
وصرح البابا تواضروس لـجريدة “عكاظ” السعودية:: “إن الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين كان ولا يزال حريصا على جمع الشمل ورأب الصدع العربى ووحدة المصير العربى”، مشيرا إلى أن السعودية بقيادة الملك سلمان لعبت دورا استراتيجيا فى لجم الإرهاب بكافة أشكاله وألوانه. وأضاف البابا تواضروس الثانى – فى تصريحات لصحيفة (عكاظ) السعودية – أنه وجد فى الملك سلمان، الشخصية السياسية المؤثرة والمحبة ليس فقط لمصر، بل لجميع شعوب الأمتين العربية والإسلامية، والزعيم والقائد المحنك الذى يحرص على تحصين البيت العربى والدفاع عن حقوقه.

وقد اعترض البعض في مواقع التواصل الاجتماعي على ان قداسة البابا لا يحمل الصليب في يده مثل كل مرة يلتقي فيها شخصيات سياسية او رسمية او زعماء دول، واعتبروا ان ذلك نوع ن التخلي عن مظهر عام للبطريرك ارضاءاً للملك سلمان الذي قد يستفز اذا حمل صليباً في يده ، ورد البعض ان البطريرك يحمل صليباً به ايقونة العذراء مريم وكذلك رداءه به رسوم عديدة للصليب.

قد يرى البعض كما قرأنا ان زيارة البابا للملك في مقر اقامته او سفارته هي مسألة برتوكول للانسجام مع برنامج الدولة المصرية التى رحبت كل مؤسساتها بما فيها الازهر والبرلمان بزيارة الملك وانها زيارة تلطف العلاقات وقد يكون انعكاسها طيب على الاقباط الذين يعملون في المملكة السعودية او قد تساعد في حوار اعمق بين البابا والمملكة مستقبليا ، بل ولو حدث العكس ولم يزر البابا الملك قد يضع الاقباط في حرج او عزلة عن النسق العام وهذا امر قد يضر بالاقباط المقيمين في السعودية.

من ناحية اخرى انتهزت جماعة الاخوان الارهابية الاصوات الناقدة للبابا واستخدمتها في مهاجمة البابا وسخرت وسائل الاعلام الاخوانية من البابا الذي ترك صليبه وهي مسألة مستفزة كالعادة يقوم بها الاخوان بطريقة وقحة انهم يستخدمون اي حدث لهدم الدولة ، فما شأن الاخوان ان يترك البابا صليبه او يحمله ، هذا امر يتحدث فيه فقط المسيحيون وليس من حق اي مسلم ان يلوم البطريرك ماذا يرتدى من ملابس او يحمل في ده من صلبان او عصا ، لكن هذه هي عادة الاخوان المسلمين المتكررة ، انهم يستغلون المواقف بشكل انتهازي لخلق الفتن والمشاكل بين افراد المجتمع وطبقاته وطوائفه لتستعر نيران هذه الفتن وتزداد الانقسامات لكي يكونوا هم المستفيدين من مصائب مصر.

انا شخصيا ارى ان اخطاء قداسة البابا تواضروس الثاني في كل هذا واضحة ولا تحتاج لجدل كثير ، اولها هي ان البروتوكول في الزيارات الرسمية يستدعى ان الشخصية الزائرة هي التى تزور الاماكن وليس العكس .. اي كان على الملك ان يزور البطريرك في مقره في مصر وليس ان يقوم البابا بزيارة الملك في السفارة ، .. من الممكن ان يتم استدعاء البابا لزيارة الملك او دعوة عشاء خاصة ولكن بعد زيارة الملك لمقر البابوية.

لم يكن على البابا ان يذهب للملك في سفارته وكان يمكن ان يطلب بكل هدوء وحب ان الملك مرحب به في مقر البابا في اي وقت ، أذن اخطأ البابا في تنازله عن البروتوكول الذي يحفظ للاقباط والكنيسة كرامتهم وقيمتهم في هرولته لزيارة الملك في مقر السفارة.

اذن لا داعي لان نتناقش في تفاصيل اخرى ماإذا كان حمل البابا صليبا في يده او لم يحمله اذا حكمنا على ان الزيارة في حد ذاتها خطأ لانها لم تعقب زيارة الملك لمقر البابا ، ونفترض جدلا ان قيام البابا بزيارة الملك في مقر السفارة صحيحا، لم يكن ابدا صحيحاً ان يتخلى البطريرك عن مسك الصليب في يده كعادته ، وحتى لو كان البابا لا يحمل الصليب احيانا كما تم التبرير له ، فانه كان عليه ان يعلم ان عدم حمله للصليب في هذه الزيارة بالذات خطأ كبير سوف يتم تأويله كثيرا على انه تخلى عن الصليب حتى لا يستفز الملك وهو تنازل لا يصح ابدا ان يقوم به شخص يمثل رأس الكنيسة.

نعود الى آثر هذه الزيارة من الناحية الواقعية، ماذا استفاد البابا او الاقباط من هذه الزياة ؟  لاشئ ، الملك لم يعد باي هدية او عطية او تنازل ولن يعطى اي شئ للاقباط .. لماذا ؟   لأنه من الناحية الفقهية والدينية والتراثية آل سعود موقفهم من العقيدة المسيحية ورجال الدين المسيحي ثابته وواضحة في الفقه الاسلامي ولا يمكن ان تتغير اي كان الشخص الذي يزور الملك سواء بابا الفاتيكان او بابا الاقباط فلن تتغير هذه القواعد الاسلامية الفقهية.

السعودية ترى ان غير المسلمين كفار وتمنع بناء الكنائس في بلادها بل وتدعو ايضا حسب مفتى السعودية وتوثيق العائلة المالكة بالموافقة على ان المسلم يجب ان يمنع وجود كنائس في ديار الاسلام ويتم هدمها او حرقها ، كما ان السعودية فرضت حكم الاعدام على كل مسافر يحمل انجيلا او كتاب مسيحي في المطارات او المواني السعودية او من يمارس اي طقوس دينية على ارض السعودية غير الاسلام.

ثم ان السعودية ضالعة بشكل مباشر في دعم وتسليح كل الجبهات الاسلامية في اليمن وسوريا والعراق سواء القاعدة او داعش او جبهة النصرة او جيش الاسلام او كل هذه المسميات، وهذه الجماعات كلها استأصلت هذه الدول من ملايين المسيحيين وهدمت كنائسهم بشكل بربري وهو بالضبط ماتريد ان تفعله المملكة السعودية مع الاقباط بدعم عشرات الالاف من اتباع السلفية الجهادية في مصر واتباع الاخوان المسلمين ومنظماتهم المختلفة.

فليس هناك اي امل من اي ملك سعودي ان يتعامل مع المسيحيون بتسامح او يسمح لهم ببناء كنائس او يتركهم في حالهم في الشرق الاوسط ، لان ملك السعودية واجهزة مخابراته كلها تعمل على القضاء على المسيحية في الشرق الاوسط بالكامل.

إذن هي زيارة بلا فائدة وعدمها كان افضل على الاقل ان زيارة البابا للملك افادت الملك اكثر بان وسائل الاعلام الاسلامية والعربية والسعودية اظهرت الملك في صورة المتسامح الطيب المدعم لحوار الاديان ، زيارة البابا قامت بتلميع الملك امام العالم مع انه في الحقيقة انه واسرته هم اكثر اعداء المسيحية وهم الذين شاركو بمليارات الريالات لمحوها من العراق وسوريا واليمن.

وأكبر خطأ للبطريرك هي تصريحاته بعد الزيارة خاصة بقوله أن “السعودية بقيادة الملك سلمان لعبت دورا استراتيجيا فى لجم الإرهاب بكافة أشكاله وألوانه” وهو قول يناقض الحقيقة تماما بل عكسها تماما ، فلا يصح ابدا ان يكذب قائد دينى بهذا الشكل الفاضح وكلنا نعرف جيدا ان السعودية تلعب دورا اساسيا في نشر فكر الوهابية والارهاب بل ودعم الارهاب في كل مكان في العالم. كان على البابا ان يصمت او ان يتحدث بدبلوماسية اكثر ذكاءا ، لكن تأكيده على ان السعودية تلجم الارهاب يمكن ان نطلق عليها في لغتنا العامية “تقريع” رخيص.

لولاكي احلي أغنيه سمعت سنه ١٩٨٨ لعلي حميده